قولهم عن رسول الله { هُوَ أُذُنٌ... } [التوبة: 61] كما نقول نحن: فلان وِدَنِى يعني: كثير السماع، فردَّ الله عليهم { قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ... } [التوبة: 61] نعم أذن، لكن أذن خير يسمع الخير ويدلكم عليه. قوله: { بِسِيمَاهُمْ... } [محمد: 30] أي: بعلاماتهم الواضحة على وجوههم { فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ... } [محمد: 30] صرفهم للألفاظ عن معانيها المتعارف عليها.
وقد حذرنا الله ورسوله منهم ففي الحديث القدسي: \"لقد خلقت خلقاً ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر\"، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم: \"أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن\". إن المنافقين كما وصفهم القرآن الكريم إذا قاموا للصلاة قاموا كسالى، أي متثاقلين ليس لهم شوق ولا لهفة إليها ولكنهم يراءون الناس. وقد جعلهم الله في الدرك الأسفل من النار. فكما للجنة درجات للأعلى كذلك للنار درجات للأسفل. وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ - منتديات مرسى الولاية. وللمنافق خصال: \"إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر\".. والمنافق عندما يمدح إنسانا آخر ليتملكه ويطيل فيه المديح فإنه يهجوه وفي ذلك يقول الشاعر: إذا امرؤ مدح امرءا لنواله وأطال فيه فقد أطال هجاءه فلو لم يقدر فيه بعد الملتقى عند الدلاء لما أطال رشاءه و\"الرشاء\" هو حبل الدلاء الذي فوق البئر، فكلما كان الماء بعيد المنال تزداد إطالة الحبل ليصل إليه، كذلك إذا لم يحصل المادح على مراده يظل يطيل المديح حتى يصل إلى مبتغاه. استدراك: لقد وقع خطأ في مقالي السابق وحزني أنه في آية من كتاب الله، ويعلم الله أنني لست سببًا في ذلك، وهو خطأ غير مقصود نسأل الله سبيل الرشد والصواب، ورحم الله من بصرنا بعيوبنا كما نسأله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).
ينادون ويصرحون بأنهم دعاة التنمية والإصلاح, والحرص على البناء ودعم المشاريع الصحية والإسكانية والتعليمية، أين هم اليوم من بناء جامعة الكويت التي بنيت أسوارها قبل سنين وما زالت تعلمون لماذا لم يصرحوا ويصرخوا لبناء الجامعة لينتفع بها أبناؤنا وبناتنا، لأن الأخوة ممن نحسبهم والله حسيبهم عندما أقروا عند قانون تأسيس الجامعة أنها تقوم على أساس جامعة مستقلة للطلبة وللطالبات، وهذا ينقض أس منهجهم وطريقتهم الداعية إلى اختلاط الجنسين وعدم الفصل، نسأل الله ألا يبلغهم مرادهم وألاّ يحقق أمانيهم. ((والحمد لله رب العالمين)) كتبها الشيخ د. محمد ضاوي العصيمي