وذكره ابن حبان في "الثقات "، وروى عنه جمع من الثقات. وغير محصن بن علي- وهو الفِهْرِي الدني-؛ فلم يوثقه غير ابن حبان، وقد روى عنه ثقتان آخران: عمرو بن أبي عمرو، وسعيد بن أبي أيوب، فهو كما قال ابن القطان: " مجهول الحال "؛ كما نقله الذهبي وغيره. واعتمده الحافظ، فقال في "التقريب ": "مستور". والحديث أخرجه الحاكم (1/208) - من طريق عبد الله بن مسلمة-، والنسائي (1/137) - من طريق إسحاق بن إبراهيم-: ثنا عبد العزيز بن محمد... به. وأخرجه البيهقي (3/69) - من طريق المصنف-، والحاكم، ثم قال- أعني: الحاكم-: " حديث صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي! شرح حديث أبي هريرة: من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة. وهو من أوهامهما؛ فقد علصت مما ذكرنا أن في الإسناد راويين ليسا من رجال "الصحيح "، وأن أحدهما مجهول الحال؛ باعتراف الذهبي نقسه! لكن الحديث عندي صحيح؛ فإنه يشهد له حديث سعيد بن المسيب... ".
ه المعجم الكبير (6/253) وأمالي ابن بشران الجزء الثاني (1188-1566) قلت: سعيد بن زربي منكر الحديث. (تقريب التهذيب 2304) قال أبو موسى: رواه سُلَيْمَان التيمي وداود بْن أَبِي هند وعوف عَن أَبِي عُثْمَان عَن سلمان موقوفاً لا مرفوعاً. وسعيد بن زربي فِيهِ ضعف. (فتح الباري لابن رجب 6/54) 3- قال أبو الحسين ابن جميع: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِالْمَوْصِلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّمِيمِيُّ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَعَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَوَضَّأَ وَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ زَائِرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ. من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين. ه معجم الشيوخ لابن جميع (1/324) قلت: اسناده ضعيف جداً ورفعه منكر. محمد بن سنان القزاز وعمر بن حبيب القاضي كلاهما من الضعفاء وكلاهما اتهما بالكذب من بعض أهل العلم. (تهذيب الكمال 25/324 و21/292) ورواه قوام السنة في الترغيب والترهيب (3/24) من طريق القاسم بن غصن عن داود بن أبي هند به.
[٥] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ، حَيْثُ يَبْلُغُ الوَضُوءُ). [٦] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وإلَّا أصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ). [٧] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ). من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال. [٨] رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ قُلتُ: كيفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قالَ: يُجْزِئُ أحَدَنَا الوُضُوءُ ما لَمْ يُحْدِثْ). [٩] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استَقيموا ولن تُحصوا، واعلَموا أنَّ خيرَ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ، ولن يُحافظَ علَى الوضوءِ إلاَّ مؤمنٌ). [١٠] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أُمَّتي يَأْتُونَ يَومَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن أَثَرِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ).
قلت: وهذا إسناد ضعيف: معبد بن هرمز: مجهول وثانيا: محمد بن معاذ العنبري: صدوق يهم, ثم إن اللفظين يختلفان فكيف يتقوى حديث أبي هريرة بحديث سعيد بن المسيب ؟!, والصحيح في هذا الفضل عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: " من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله؛ كانت خطوتاه؛ إحداهما تحط خطيئته، والأخرى ترفع درجة ". أخرجه مسلم. هذا ما عندي حول هذا الحديث والله أعلم.
2- عن أبي هُرَيرةَ قال: سمعتُ خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: ((تَبلُغ الحِليةُ من المؤمِن حيث يبلُغ الوضوءُ)) رواه مسلم (250). انظر أيضا: المبحث الأوَّل: تعريف الوُضوء. المبحث الثَّالث: مواطن مشروعيَّته.