تحولت القمة العالمية للحكومات عبر دوراتها المتتالية إلى أكبر تجمع عصف ذهني دولي تستضيفه وتديره دولة الإمارات سنوياً من أجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ورسم خريطة الطريق لمستقبل العمل الحكومي والشؤون العامة على مستوى العالم. ويعكس اهتمام القمة - التي تبدأ أعمال نسختها الثامنة يوم الاثنين المقبل - باستشراف المستقبل وتطوير الحلول العلمية والعملية في المجالات التنموية كافة، حجم التأثير الذي باتت تشكله على الصعيد العالمي، ولا سيما مع تنظيمها هذا العام 15 منتدى عالمياً، واستضافتها لـ4000 مشارك من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء ومستشرفي المستقبل وقادة القطاع الخاص في أكثر من 190 دولة، فضلاً عن مشاركة أكثر من 30 منظمة عالمية. ونجحت القمة على مدى عقد من الزمن في ترسيخ مكانتها كأحد أبرز المنتديات العالمية تأثيراً وقدرة على صنع الفارق في استشراف المستقبل وطرح المبادرات الاستباقية حيث استضافت أكثر من 1000 جلسة وورشة عمل، شارك فيها عشرات الآلاف من مختلف أنحاء العالم، وتحدث فيها ما يزيد على 1000 شخصية عالمية من قادة الدول والحكومات والوزراء والمسؤولين وصناع القرار والخبراء والعلماء والرؤساء التنفيذيين من القطاعين الحكومي والخاص.
وهو وضع مختل، في رأي وتقدير الدكتور الخفش، الذي يحذر مجدداً من كلفة البقاء مطولاً في الانتظار ومنطقة التردد، مطالباً بالعودة إلى عصف ذهني جماعي ووطني وعملية إصلاح هيكلية في الملف الاقتصادي، فكرتها أساساً «الوطن والمواطن»، ومن الواضح أنها لن تبدأ قبل إقرار الخطوة الأجرأ التي تتمثل في تشكيل فريق وطني يدير الأزمة، ليس من حيث القدرة فقط على إدارتها، لا بل من حيث توفير الإمكانية لتحويل الأزمة إلى فرصة والمحنة إلى منحة. يعترض الخفش وغيره على عدم واقعية وعلمية مفهوم «تحرير الإمكانات، ويعبر عن الخشية من توريط القرار بمصطلحات وعبارات خارج نطاق العصف الذهني العميق، ويرى بأنه لا يوجد إمكانات أصلاً بالمعني الحرفي والحقيقي حتى يتم تحريرها. والواجب هو التخطيط لوجود تلك الإمكانات قبل أي شيء آخر، وقبل التحدث عن تحريرها أو تحديث منظومتها لاحقاً، وذلك عبر قراءة الممكنات والميكانيزمات المتوفرة مع الإقرار بأن تحالف الأوتوقراط مع رموز السلطة والمال لا يمكنه قراءة التفاصيل خارج مصالحه المباشرة، وبالتالي ضمن رؤية وطنية عميقة حقاً. "عصف ذهني" يناقش 5 محاور لتطوير "تقييم الأداء" بموارد الشارقة. المحظور الذي تبناه الخفش علناً يحصل في الواقع.. هذا ما تشير إليه معطيات الاشتباك في عدة مفاصل ومحطات داخل اللجان القطاعية في ورشة العمل التي تقترب من صياغة ورقتها الأخيرة.