masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وربك الغني ذو الرحمة

Tuesday, 30-Jul-24 19:43:40 UTC

فثبت أنه لا بد من الاعتراف بحصول الرحمة والراحة ، وثبت أن الخير أغلب من الشر والألم والآفة، وثبت أن مبدأ تلك الراحات والخيرات بأسرها هو الله تعالى، فثبت بهذا البرهان أنه تعالى هو: ( ذو الرحمة). واعلم أن قوله: ( وربك الغني ذو الرحمة) يفيد الحصر ، فإن معناه: أنه لا رحمة إلا منه ، والأمر كذلك لأن الموجود إما واجب لذاته أو ممكن لذاته ، والواجب لذاته واحد فكل ما سواه فهو منه ، والرحمة داخلة فيما سواه، فثبت أنه لا رحمة إلا من الحق ، فثبت بهذا البرهان صحة هذا الحصر فثبت أنه لا غني إلا هو. تفسير: (وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء). فثبت أنه لا رحيم إلا هو. فإن قال قائل: فكيف يمكننا إنكار رحمة الوالدين على الولد والمولى على عبده ، وكذلك سائر أنواع الرحمة ؟ فالجواب: أن كلها عند التحقيق من الله، ويدل عليه وجوه: الأول: لولا أنه تعالى ألقى في قلب هذا الرحيم داعية الرحمة ، لما أقدم على الرحمة ، فلما كان موجد تلك الداعية هو الله ، كان الرحيم هو الله. ألا ترى أن الإنسان قد يكون شديد الغضب على إنسان قاسي القلب عليه ، ثم ينقلب رءوفا رحيما عطوفا؟ فانقلابه من الحالة الأولى إلى الثانية ليس إلا بانقلاب تلك الدواعي ، فثبت أن مقلب القلوب هو الله تعالى بالبرهان قطعا للتسلسل ، وبالقرآن وهو قوله: ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم) [ الأنعام: 110] فثبت أنه لا رحمة إلا من الله.

  1. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 133
  2. تفسير وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء [ الأنعام: 133]
  3. تفسير: (وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء)

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 133

[تفسير قوله تعالى: (وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم)] ثم قال عز وجل: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام:133]. قوله: (وربك الغني) أي: الغني عن خلقه من جميع الوجوه، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم. وقوله: (ذو الرحمة) يعني: يترحم عليهم بالتكليف تسهيلاً لهم، ويمهلهم على المعاصي، وفيه تنبيه على أن ما سبق ذكره من إرسال الرسل ليس لأن إرسال الرسل يعود إلى الله سبحانه وتعالى بالمنفعة، معاذ الله! وإنما إرسال الرسل ما هو إلا رحمة لعباد الله تبارك وتعالى. تفسير وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء [ الأنعام: 133]. فقوله: (وربك الغني) أي: غني عنكم (ذو الرحمة) أي: يرسل الرسل ليرحمكم، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] فانظر إلى الربط هنا بين الغنى والرحمة، يعني أن الله سبحانه وتعالى غني عنكم، وغني عن عبادتكم، وأنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد، فما يرسل الرسل إلا لمنفعتكم أنتم دون أن ينتفع هو سبحانه وتعالى من ذلك بشيء. وقوله: ((وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ)) تمهيد لقوله بعد ذلك: ((إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ)) يعني: إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدك ما يشاء من الخلق يعملون بطاعته كما أنشأكم أنتم من ذرية قوم آخرين ذهب بهم ثم بذريتهم، لكنه أبقاكم ترحماً عليكم، وهذا كقوله تعالى في آخر سورة القتال: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38] أي: سيكونون أفضل وأطوع لله منكم.

تفسير وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء [ الأنعام: 133]

ونظيره قوله- تعالى- إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً وقوله يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ يقول تعالى) وربك) يا محمد) الغني) أي: عن جميع خلقه من جميع الوجوه ، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم ، ( ذو الرحمة) أي: وهو مع ذلك رحيم بهم رءوف ، كما قال تعالى: ( إن الله بالناس لرءوف رحيم) [ البقرة: 143].

تفسير: (وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء)

(وَلِكُلٍّ) متعلقان بمحذوف خبر مقدم. (دَرَجاتٌ) مبتدأ مؤخر، (مِمَّا) ما موصولة أو مصدرية مبنية على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لدرجات. (عَمِلُوا) الجملة صلة (وَما) الواو استئنافية أو حالية. وما الحجازية تعمل عمل ليس. (رَبُّكَ) اسمها. (بِغافِلٍ) الباء حرف جر زائد، غافل اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما، والجملة مستأنفة لا محل لها أو حالية. (عَمَّا) مثل مما أي ما موصولة أو مصدرية والمصدر المؤول في محل جر بعن والجار والمجرور متعلقان بغافل وجملة (يَعْمَلُونَ) صلة الموصول لا محل لها.. إعراب الآية (133): {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133)}. (وَرَبُّكَ) الواو استئنافية، ربك مبتدأ. (الْغَنِيُّ) صفة أولى. (ذُو) صفة ثانية مرفوعة بالواو لأنها من الأسماء الخمسة. (الرَّحْمَةِ) مضاف إليه. (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) إن حرف شرط جازم ويشأ فعل الشرط ويذهبكم جوابه والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. ويجوز أن يكون الغني خبر أول. ذو خبر ثان والجملة خبر ثالث.

وربـك الغنـي ذو الرحمـة - YouTube