الحمد لله. إذا رأت الحائض الطهر وذلك بنزول القصة البيضاء، أو حصول الجفاف التام، فإن ما ينزل بعد ذلك من صفرة أو كدرة لا يعدّ شيئا ولو كان في وقت عادتها؛ لقول أم عطية رضي الله عنها: " كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا". رواه البخاري (320) وأبو داود (307) والنسائي (368) وابن ماجه (647) واللفظ لأبي داود. والعادة تتقدم وتتأخر وتزيد وتنقص فليست زمنا ثابتا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والصفرة والكدرة بعد الطهر لا يلتفت إليها. قاله أحمد وغيره؛ لقول أم عطية: " كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً"" انتهى من "الاختيارات الفقهية "(1/401). الكدرة بعد الدورة السادسة – السنة. وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " لو جاءت هذه الكدرة أو الصفرة بعد الطهر من الحيض: فإنها لا تعتبر حيضا، بل حكمها حكم الاستحاضة، وعليك أن تستنجي منها كل وقت ، وتتوضئي وتصلي وتصومي، ولا تحتسب حيضا، وتحلين لزوجك؛ لقول أم عطية رضي الله عنها: " كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا" أخرجه البخاري في صحيحه وأبوداود وهذا لفظه. وأم عطية من الصحابيات الفاضلات اللاتي روين عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة رضي الله عنها) انتهى من مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (10/207).
ويمكن تمييزها والتعرف على لون الكدرة من خلال أيام الحيض فمن المعروف أن دم الحيض يكون باللون الأحمر أو البني الفاتح. ولكن لون الكدرة يكون مختلف تماما عن لون دم الحيض. وفي الغالب تنزل الكدرة من فتحة المهبل بعد انتهاء الدورة الشهرية والاغتسال منها بيوم وفي بعض الأحيان بيومين. لون الكدرة قبل الحيض أما الكدرة التي تأتي للكثير من السيدات قبل فترة الحيض فإنها تكون من الإفرازات ذات اللون البني ويكون فاتح في الكثير من الأوقات. وهذه الكدرة هي أيضًا من الإفرازات التي لا علاقة لها بدم الحيض. ولذلك يجب أن لا تمتنع المرأة عن الصلاة والصوم وممارسة العبادات في حالة إن رأت هذه الإفرازات البنية قبل فترة الحيض. لانها تعد من الكدرة، ولذلك فهي لا تعتبر حيض وصلاتها صحيحة وصومها وعباداتها. حكم نزول الكدرة بعد الحيض في حالة إن تعرضت المرأة لنزول الكدرة بع انتهاء فترة الحيض، أي أن المرأة كانت قد اغتسلت من الحيض. حكم الكدرة بعد انقطاع الحيض - إسلام ويب - مركز الفتوى. فإنه في تلك الحالة لا تنتبه المرأة إلى هذه الكدرة. حيث إن المرأة بذلك كان قد اغتسلت من حيضها، ولا إثم عليها. ويمكن للمرأة حتى مع رؤيتها للكدرة بعد الحيض أن تذهب لتتوضأ وتصلي. كما يمكنها أيضًا أن تصوم إن كانت في أيام شهر رمضان المبارك.
وعليه، فلا شيء يلزمك في تجاهلها ما دامت تأتي بعد انقطاع الحيض. أما ما كان منها، أو يكون أثناء الحيض، فهو حيض. والله أعلم.
فالكثير من علماء الإسلام أكدوا أن ما بعد الحيض هو ليس من الحيض وأن الكدرة والصفرة لا تعدان من الحيض ويجوز للمرأة في هذه الحالة الصلاة والصيام وممارسة بقية العبادات بشكل طبيعي. ولكن في حالة إن كانت المرأة قد رأت القصة البيضاء بنفسها وبالفعل قد اغتسلت من الحيض. فلو تعرضت المرأة بعد ذلك لنزول الكدرة فلا عليها منها ويمكنها استكمال عباداتها بشكل طبيعي. كما يميل الكثير من العلماء المسلمين إلى الحديث الذي قالته الصحابية الجليلة أم عطية الأنصارية. الكدرة بعد الدورة المكثفة. وهو (كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئًا) وهذا الحديث هو من أكبر الدلالات على أن الصحابيات الجليلات كانت لا تعتبر الكدرة من دم الحيض. وهذا ما يعني أنه في حالة الاغتسال من دم الحيض، ورؤية القصة البيضاء. والبعض لا يرى القصة البيضاء ولكنه تكون قد تعرضت للجفاف التام من الدم. وبعد يومين تتعرض لنزول الكدرة فلا تعتبرها من دم الحيض، وتتوضأ وتكمل صلاتها بشكل طبيعي.