masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - الآية 62

Wednesday, 10-Jul-24 18:46:39 UTC

لقد أكد الله تعالى في آية أخرى على قضية الإصلاح والسعي في مسالك الأرض لتحقيقها؛ درءًا للفساد والإفساد، وإذا جمع صاحبها التقوى كان من جملة المتصفين بالأمن والسعادة: ( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الأعراف: 35). على أن الله تعالى يسهّل على عباده أجمعين الطريق، ويفتح لهم السبل كافة لكي يكونوا من جملة الذين يُنفى عنهم الخوف والحزن "الدائم" يوم القيامة، فالإيمان بالله والاستقامة على طريق الحق تجعلك من هؤلاء الآمنين المطمئنين: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الأحقاف: 46). {لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} - إبراهيم بن محمد الحقيل - طريق الإسلام. أما الذين نالوا البشرى في الدنيا والآخرة، وأعلن الله لهم هذا الأمر صراحة فهم أولياؤه، فمن هم؟.. ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (يونس: 62- 64).

لا خوف عليهم ولا هم يحزنون تفسير

وكذلكَ مما يُوصلُ إلى تلكَ المنزلةِ أيضًا: الإحسانُ إلى الخلقِ والانفاقُ في وجوهِ الخيرِ؛ ابتغاءَ وجهِ اللهِ تعالى، قال سبحانه: ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون) [البقرة: 262]، وقال تعالى: ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون) [البقرة: 274]. أيها المؤمنون: والاستقامةُ على العباداتِ، والاستمرارُ على جميلِ الأعمالِ والصفاتِ؛ من أسبابِ سعادةِ العبدِ في الدنيَا والطمأنينةِ في الآخرةِ، قال الله -تعالى-: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأحقاف: 13-14]. وقد بشَّر اللهُ -جلَّ وعلا- من قُتلَ مخلصًا في سبيلهِ بالحياةِ الدائمةِ في الدارِ الآخرةِ، ونيلِ الرزقِ الوفيرِ، والفرحِ بالنعيمِ المقيمِ في جنَّاتِ النَّعيمِ، قال تعالى: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون) [آل عمران: 169-170].

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيم ونفعنِي وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ أقولُ ما سمعتمْ فاستغفروا اللهَ يغفرْ لي ولكُم إنَّهُ هو الغفورُ الرّحيم.