masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه

Monday, 29-Jul-24 13:09:22 UTC

﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾ منذ أول سورة بعد فاتحة الكتاب، وعند أول موضع لذكر كتابه الكريم، في أول آيتين كريمتين يأتي الإعلان الإلهي والتحدي الكبير: ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. تحدٍّ كبير لكل مشكك ومرتاب.. أي كتاب هذا الذي يأتي من أول سطر في ثاني صفحاته ليتحدى قارئه بأنه لا ريب فيه؟! ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾ اعتاد الدعاة والوعاظ و مفسرو الكتاب على القول: كانت معجزة موسى العصا ليهزم ما تفوّق به الفراعنة من سحر، ومعجزة عيسى الطب وعلاج المرضى لأن قومه برعوا في الطب، ومعجزة محمد القرآن الكريم لأن العرب تميزوا بالفصاحة والبيان.. والقرآن كذلك، ولكن ليست معجزة القرآن محصورة بالفصاحة والبيان، فإن حصرها بذلك تقليل من شأنه وشأن هذا النبي العظيم، بل القرآن معجزة خالدة. محمد لم يرسل لقومه فقط هو رسول للبشرية كلها.. بل هو آخر رسل السماء إلى الأرض بإنسها وجانها، وهذا القرآن كتاب صالح ـ ومصلح ـ لكل زمان ومكان.. «رسالة» موجهة لكل إنسان سواء كان يسكن كوخاً متهالكاً في أدغال إفريقيا أو شقة فاخرة في ناطحة سحاب في مانهاتن! نظرة قاصرة تلك التي ترى أن القرآن بفصاحته وبيانه ولغته أتى – فقط – ليهزم به محمد فصحاء العرب ويعجزهم!

  1. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
  2. ذلك الكتاب لا ريب فيه تفسير

ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين

تاريخ النشر: الأربعاء 8 ذو القعدة 1424 هـ - 31-12-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 42556 22648 0 240 السؤال هل يعد وقف المراقبة, في قوله تعالى:"ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين". هل يعد وقفا لازما أم وقفا جائزا. فإن كان جائزا, فأيهما أولى: الوصل أم الوقف. وجزاكم الله خيرا. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالوقف في القرآن الكريم ليس منه لازم بالمعنى الفقهي، أي واجب على الصحيح، إلا ما أوهم معنى خلاف المراد ويترتب عليه انتقاص لله تعالى ونحو ذلك، فلا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة تعليم أو انقطاع نفس ونحوها، وما يوجد من اصطلاحات الوقوف ومواضعها أمور اجتهادية وضعها علماء القرآن والقراءات، وهي مختلف فيها بينهم، ولذلك تجد مواضع الوقف متباينة من مصحف لآخر. أما بخصوص الآية المذكورة من سورة البقرة، فمن المصاحف ما وضع علامة الوقف الجائز فيه على نهاية كلمة (لا ريب فيه) ومنها ما وضع فيه علامة تعانق الوقف على الموضعين، وعلامة تعانق الوقف على الموضعين ثلاث نقاط بحيث إذا وقف القارئ على موضع لم يجز الوقوف على الموضع الآخر، وهذا اصطلاح وليس بواجب، وإن كنا نستحب (اصطلاحا) الوقوف عند (لاريب فيه) على سبيل الجواز، مع كون الوقف أولى.

ذلك الكتاب لا ريب فيه تفسير

فقوله { تنزيل الكتاب} مبتدأ ، وقوله { لا ريب فيه} جملة هي صفة للكتاب أو حال أو هي معترضة. وقوله { من رب العالمين} خبر عن المبتدأ و { من} ابتدائية. والمعنى: من عنده ووحيه ، كما تقول: جاءني كتاب من فلان. ووقعت جملة { لا ريب فيه} بأسلوب المعلوم المقرّر فلم تجعل خبراً ثانياً عن المبتدأ لزيادة التشويق إلى الخبر ليقرر كونه من رب العالمين. ومعنى { لا ريب فيه} أنه ليس أهلاً لأن يرتاب أحد في تنزيله من ربِّ العالمين لما حفّ بتنزيله من الدلائل القاطعة بأنه ليس من كلام البشر بسبب إعجاز أقصر سورة منه فضلاً عن مجموعه ، وما عضده من حال المرسَل به من شهرة الصدق والاستقامة ، ومجيء مثله من مثله مع ما هو معلوم من وصف الأمية. فمعنى نفي أن يكون الريب مظروفاً في هذا الكتاب أنه لا يشتمل على ما يثير الريب ، فالذين ارتابُوا بل كذبوا أن يكون من عند الله فهم لا يعْدُون أن يكونوا متعنّتين على علم ، أو جُهّالاً يقولون قبل أن يتأملوا وينظروا؛ والأولون زعماؤهم والأخيرون دهماؤهم ، وقد تقدم ذلك في أول سورة البقرة. واستحضار الجلالة بطريق الإضافة بوصف { رب العالمين} دون الاسم العلَم وغيره من طرق التعريف لما فيه من الإيماء إلى عموم الشريعة وكون كتابها منزّلاً للناس كلهم بخلاف ما سبق من الكتب الإلهية ، كما قال تعالى: { مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه} [ المائدة: 48].

قالوا: فنقول ساحر. قال: ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم. قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟!! قال: والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإن أصله لعذق، وإن فرعه لجناة، وماأنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل!! ثم أضاف: اتركوني أفكر واقدّر الأمر وأرى التهمة المناسبة… ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ ثم قال أبن المغيرة: إن أقرب القول فيه لأن تقولوا ساحر، جاء بـ «قول» هو سحر، يفرق به بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجه وبين المرء وعشيرته. فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره. حتى هذه التهمة ليست تهمة! أرى أنها مديح إضافي من أبن المغيرة لمحمد وكلامه/ قرآنه.. ما الذي يمتلكه محمد لـ «يسحر» الجموع، ويجعل الناس يتبعونه؟.. يفرِّق المرء عن أبيه، والأخ عن أخيه، والزوج عن زوجه، وأبن العشيرة عن عشيرته وجماعته... أي «سحر» هذا؟! من هو محمد قبل هذا الأمر.. منذ طفولته وصباه، وشبابه الأول، إلى أن بلغ الأربعين من عمره عند بعثته؟ كانوا يعرفونه بصدقه، ونزاهته، وأمانته، ورجاحة عقله.. وكانوا يصفونه بالصادق الأمين.