masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

أوصاني خليلي بثلاث

Wednesday, 10-Jul-24 21:57:27 UTC

الخطبة الأولى: ‏الحمد لله أكرمنا بطاعته، وشرفنا بدينه، وجعلنا خيرا أمة ‏أخرجت للناس، نحمده ونشكره ومن كل ذنب نستغفره... تعاظمت نعمهُ، وتباركت آلاؤه، لا نحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه... أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18]. أيها الناس: تخيل! اوصاني خليلي بثلاث لا ادعهن حتى اموت. عندما يخصكَ رجلٌ عزيز عليك، أو رفيع القدر تجله بوصيةٍ، أو نصيحة، كيف يكون أثرها عليك؟! بالتأكيد لن تنساها أو تتجاهلها وسترددها دائما، وتحرص على تطبيقها. وهنا سيد الخلق وأشرف المرسلين -صلى الله عليه وسلم- يخصّ أبا هريرة الدوسي -رضي الله عنه- بوصية خاصة، ونصيحة مباركة، فيقول كما في الصحيحين: "أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد". وإذا الوصيةُ قد أتتْ من فاضلٍ *** فالزمها لا تغفلْ ولا تسَّاهلِ هذه الجواهر عندكم ميمونة *** يا صاحِ بادرها وكن كالعاقلِ وأولى الوصايا هنا: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، طاعة فريدة، وعبادة جليلة، يخضع العبد بها لربه، فيكفّ عن الشهوات، ويصبر على المباحات، فيُكسب نفسَه التقوى، ويهذبها، ويزيد من قوتها واحتمالها، قال تعالى: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].

  1. حديث أبي هريرة: أوصاني خليلي بثلاث...
  2. أوصانـــــــي خليلــــي بثــلاث ........ - هوامير البورصة السعودية
  3. 399 من: (باب استحباب صَوم ثلاثة أيام من كل شهر)

حديث أبي هريرة: أوصاني خليلي بثلاث...

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ ". حديث أبي هريرة: أوصاني خليلي بثلاث.... هذا الوصية لم تكن لأبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بوجه خاص كما هو ظاهر، ولكننا نفذت من خلاله إلى سائر المؤمنين والمؤمنات. وهي من الوصايا التي يتعلم منها المسلم الحزم والعزم وأخذ نفسه بالقوة في التجارة مع الله عز وجل، وتدريبها على فعل ما تكره؛ تهذيباً لها، وتقويماً لسلوكها، وزجراً لها عن الميل إلى الشهوات والركون إلى الخمول والكسل، والغفلة عن الذكر في أوقات العمل. أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر فسنه متبعة، لم يتركها أحد من الصالحين إلا لعذر، وهي أقل ما يستحب فعله في جميع الشهور سوى شهر شعبان؛ فإن كثرة الصيام فيه أشد استحباباً منها في غيره. وصيام ثلاثة أيام من كل شهر تعدل صيام الدهر كله، كما جاء في الحديث الذي أخرجه أحمد، وابن حبان عن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَقد صَامَ الدَّهْرَ كُلُّهُ".

أوصانـــــــي خليلــــي بثــلاث ........ - هوامير البورصة السعودية

والصابرون هم الصائمون في أكثر أقوال أهل العلم، ولا يليق بالصالحين هجران الصيام واختار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة ثلاثة أيام، وهي قليلة بالنسبة لثلاثين يوما. يجدّد المرء بها إيمانه، ويهذب روحه، ويزكي خلقه، ويدنو من ربه. وفي الصيامِ صحة وثواب، ونشاط واقتراب، وعزيمة والتهاب. أوصانـــــــي خليلــــي بثــلاث ........ - هوامير البورصة السعودية. والأفضل أن تكون في الأيام البيض ذوات الليالي القمرية، الثالث عشر والرابع عشر، والخامس عشر، وتيقن أن وراءها فضل كبير، عُد في بعض الأحاديث أنه كان صيام الدهر ولو صام غيرها فلا حرج، لكن الأفضل جعلُها في البيض. بيّض حياتكَ بالأعمال والقُرب *** وارشُف من الخير قبل الموت والنوبِ فيومُك الآنَ طاقاتٌ ومروحة *** وبعدها في غدٍ في قسوة الكربِ أمدك اللهُ فاستنهضْ له همما *** لا تزهدنّ بخيرٍ سائغٍ عذِبِ ‏وفي تعهد النفس بالصيام: تربيةٌ لها على التحمل والصبر والاستعداد لرمضان، بحيث إذا دخل لا يشق عليها تواليه، ولا تتعب من تدانيه؛ لأن "الخير عادة"، كما صح بذلك الحديث. وثاني الوصايا: اعتيادُ صلاة الضحى، وهي المشروعة بعد طلوع الشمس، وارتفاعها بنحو ربع الساعة، وهي سنة مؤكدة صحّت بها الآثار، وتنوعت بها الأحاديث، صلاها النبي -صلى الله عليه وسلم-، واستحب أن تكون عند شدة الحر حيث ترمَض في الفصال، وهي صغار الإبل تقوم من مباركها، ولفضل هذه الصلاة، قال فيها عليه الصلاة والسلام: " يُصبحُ على كل سُلامَى (أي مفصل) من أحدكم صدقة، فكلُّ تسبيحةٍ صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيره صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ عن ذلك ركعتانِ يركعُهما من الضحى ".

399 من: (باب استحباب صَوم ثلاثة أيام من كل شهر)

روى مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده، عن زيد بن أرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ قُبَاءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ فَقَالَ: " صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ ". أي إذا طلعت الشمس وانتشر ضوؤها واشتد حرها على الفصال، وهي أولاد الناقة، جمع فصيل. وقد ذكر الفصال بالذات لأنها لا تقوى على حر الشمس الخفيف لصغرها. وأما صلاة الوتر فإنها سنة مؤكدة، لا ينبغي على المسلم تركها، ولشدة توكيدها قاربت الواجب، فكانت حقاً على المسلم أن يؤديها قبل أن ينام، حتى لا يضيعها. 399 من: (باب استحباب صَوم ثلاثة أيام من كل شهر). قال علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الوتر ليس بحتم كالصلاة، ولكنه سنة سنها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد أوصى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا هريرة بأن يوتر قبل أن ينام لعلمه بحاله. وأوصى أبا الدرداء أيضاً بذلك؛ لعلمه بحاله. فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: " أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ ".

الخطبة الثانية: الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، وعلى خيرهم نبينا محمد خير رسول مقتفى، وعلى آلهِ وصحبه أرباب المجد والوفاء. أما بعد: أيها الإخوة الفضلاء: فهذه سننٌ مستحبات، ومن روائع طرق الخير، جديرٌ بمن فقهها واستطاب حلاوتها أن لا يفرط فيها، لا سيما والنعم تحوطه، والخيرات ترِفُّ على رأسه. فسارع -عبدَ الله- ولا تسوف أو تؤجل، فهي يسيرة على من يسّرها الله عليه، وخفيفةٌ على مرتادها وراعيها: ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26]. بالصيام تهذب روحك، وتزكي أخلاقك، وتأتي بشارة " عليك بالصوم فإنه لا عِدل له ". وبركعتي الضحى توثق الصلة بخالقك فهي كالغذاء اليومي، وتجزئك ركعتان، تدخل من خلالها أفياء السعادة، وطيبة الخاطر، وتفر من صخب الحياة وضجيجها. وتوتر قبل أن تنام، وهي فتيل القيام، وختام المنام، وطاقة للاستيقاظ، وقطعُ دابر كل شيطان، وما يُدرى لعلها مسك الختام، فالنوم الموتة الصغرى. وفي هذه الإجازة الوجيزة فرصة للطاعات، ومراجعة القرآن، والدنو من الأبناء، والخلود إلى النفس ومحاسبتها تقبل الله من الجميع، وعمر حياتنا بطاعته. اللهم صل وسلم وبارك على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا محمد -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.