يقال: امتاز وتميز القوم بعضهم عن بعض، إذا انفصل كل فريق عن غيره. قال تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ. وامتازوا اليوم أيها المجرمون. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ يقول تعالى مخبرا عما يؤول إليه حال الكفار يوم القيامة من أمره لهم أن يمتازوا ، بمعنى: يتميزون عن المؤمنين في موقفهم ، كقوله تعالى: ( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم) [ يونس: 28] ، وقال تعالى: ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون) [ الروم: 14] ، ( يومئذ يصدعون) [ الروم: 43] أي: يصيرون صدعين فرقتين ، ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) [ الصافات: 22 ، 23]. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: وامتازوا اليوم أيها المجرمون ويقال: تميزوا وأمازوا وامتازوا بمعنى ، ومزته فانماز وامتاز ، وميزته فتميز. أي: يقال لهم هذا عند الوقوف للسؤال حين يؤمر بأهل الجنة إلى الجنة ، أي: اخرجوا من جملتهم.
وما إلى ذلك من تغير لأحكام الله تعالى، ويُعتبر ذلك كله عند الله تعالى من الظلم ( أي من الشرك). فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ(17). يونس. ومن الغريب أن نجد من يدافع عن كتاب البخاري ومسلم، في الوقت الذي بدأ نور الله تعالى يظهر بفضل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أمثال الدكتور أحمد صبحي منصور، الدكتور شحرور، الأستاذ أحمد عبده ماهر، والدكتور إسلام بحيري، وغيرهم الكثير ممن أنعم الله عليهم من الصديقين والصالحين فهم يستمسكون بما أنزل الله تعالى من كتاب، ويبينون الأخطاء والمخالفات الكثيرة في الكتابين ( البخاري ومسلم). لكن بعض من شيوخ الدين الأرضي يبغونها عوجا، ويعتبرن (البخاري ومسلم) أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، ولا يجوز نقدهما أو تنقيحهما، فهل تجوز مقارنة كتاب الله تعالى بكتاب بشر!!! لو تصفحنا كتاب الله تعالى من أوله إلى آخره لما وجدنا آية واحدة تدعوا لإتباع غير ما أنزل الله تعالى من كتاب. فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(15).