masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

خالد بن يزيد بن معاويه بن ابي سفيان

Tuesday, 30-Jul-24 04:24:04 UTC
ويذكر جابر بن حيان من جهته أن اصطفن الراهب هذا كانت له طريقة خاصة، في «التدبير» (= العمل الكيماوي = تحويل المعادن إلى ذهب) وأنه بلغه عنه «أنه أخذ العلم من مريانس الذي كان خالد بن يزيد قد أنفذ في طلبه، حتى أخذه من طريق بيت المقدس، وأنه لما مات مريانس هذا خلفه اصطفن الراهب». ويذكر جابر بن حيان أنه اتصل باصطفن الراهب هذا وسأله عن طريقته في التدبير فأجاب بأنها «طريقة هرمس مثلث الحكمة» التي شرحها في كتاب له إلى ابنه طاط. لنضف أخيرا أن الرازي الطبيب الذي اشتهر هو الآخر بالاشتغال بالكيمياء وألف فيها عدة كتب ورسائل، قد تعلم من جابر، أعني من كتبه، إذ يذكر ابن النديم أنه يقول في مؤلفاته في الصنعة: «قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حیان. وإذن فالسلسلة متصلة الحلقات من الرازي إلى جابر بن حيان إلى خالد بن يزيد بن معاوية إلى المؤلفات الهرمسية بالإسكندرية عبر اصطفن الراهب ومريانس وأستاذه آدمز الذي يقول عنه أوليري إنه «برز بدراسته لكتب هرمس». وإذن فلقد كان العقل المستقيل، الذي تحمله الهرمسية هو أول من انتقل إلى الثقافة العربية الإسلامية من عناصر الموروث القديم، وذلك عبر الكيمياء والتنجيم. ورسائل جابر بن حيان تؤكد ذلك تأكيدا.

خالد بن يزيد بن معاويه بن ابي سفيان

1984* * باحث وأكاديمي مغربي «1935 - 2010».

خالد بن يزيد بن معاويه عند السنه

حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني وسلمة قالا: ثنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عرج أو كسر أو مرض، فذكر معناه. اهـ، وقال الحافظ في الفتح: قرأت في كتاب الصحابة لابن السكن قال: حدثني هارون بن عيسى حدثنا الصاغاني هو محمد بن إسحاق أحد شيوخ مسلم حدثنا يحيى بن صالح حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير قال: سألت عكرمة فقال: قال عبد الله بن رافع مولى أم سلمة: سألت الحجاج بن عمرو الأنصاري عمن حبس وهو محرم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عرج أو كسر أو حبس فليجزئ مثلها وهو في حل. قال: فحدثت به أبا هريرة فقال: صدق، وحدثته ابن عباس فقال: قد أحصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق ونحر هديه وجامع نساءه حتى اعتمر عامًا قابلًا. ثم قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وابن خزيمة والدارقطني والحاكم من طرق عن الحجاج الصواف عن يحيى عن عكرمة عن الحجاج به, وقال في آخره: قال عكرمة: فسألت أبا هريرة وابن عباس فقالا: صدق. ووقع في رواية يحيى القطان وغيره في سياقه: سمعت الحجاج. وأخرجه أبو داود والترمذي من طريق معمر عن يحيى عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج، قال الترمذي: وتابع معمرًا على زيادة عبد الله بن رافع معاوية بن سلام.

وبما أن المجال لا يتسع هنا لعرض المضمون الهرمسي اللاعقلاني لرسائل جابر بن حيان بتفصيل فإننا سنكتفي بأمثلة ذات دلالة خاصة. أول هذه الأمثلة يخص النظرة الهرمسية إلى الكون القائمة على ترابط أجزائه. ولعل أحسن وأوجز عبارة تلخص هذه النظرة قول جابر: «إن في الأشياء كلها وجودًا للأشياء كلها» ويربط ذلك بصناعة الكيمياء فيضيف: «ولكن على وجوه من الاستخراج، فإن النار كانت في الحجر ولا تظهر، وهي له بالقوة، فإذا زند وأورى ظهرت». وهذا يذكرنا بذلك المبدأ المؤسس للكيمياء الهرمسية والذي يقول: «ما من طبيعة إلا وهي معشوقة من طبيعة أخرى، وما من طبيعة إلا وهي مقهورة لطبيعة أخرى». مبدأ التجاذب والتنافر، الذي يؤسس نظرية وحدة الكون الهرمسية فنجده في رسائل جابر بن حيان باسم «المماثلة والمقابلة». أما المثال الثاني فيتعلق بنظرية جابر في النفس. إنه عندما يتعرض لتعريف النفس يعترض بشدة على التعريف الأرسطي القائل: «النفس كمال لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة»، الشيء الذي يعني عدم استقلال النفس عن البدن وبالتالي ارتباطها به ارتباطًا يمنع من تصورها كجوهر مستقل. إن جابر يعترض على هذا بشدة ويذكر أنه رد على أرسطو في كتاب خاص، ثم يورد التعريف الذي يرتضيه وهو، تعريف هرمسي تمامًا: يقول «فأما الحد لها (= النفس) على رأينا فإنها جوهر إلهي محيي للأجسام التي لابستها، متضع «بملابسته إياها».