حكم زواج الأقارب شرعًا ثانيًا: لم يحض الإسلامُ على زواج الأقارب وإن أجازه في غير مَن يحرم نكاحُهم، أما الأقارب الذين يحرُم نكاحُهم فيشكّلون كَمًّا لا يُستهان به. ليس الضرر في زواج الأقارب بل في أمراض الأبوين الوراثية التي تزداد مع الزواج وتظهر في الذرية؛ فلو أن سلالةً أو عشيرةً أو قبيلةً تحمل مرضًا، وتزوج منهم اثنان يحملان المرض نفسه يظهر هذا المرض؛ يعني أن الطفل يرث عن والديه مرضًا كان مكنونًا فيهما ولم يظهر؛ وهل يختلف الأمر إن كان الأزواج الذين يحملون المرض غرباءَ، هذا من الشرق وذاك من الغرب؟ لا فرق، فالخطر كل الخطر في اجتماع زوجين يحملان مرضًا تظهر أعراضُه على الطفل بقوّة، أيًّا كان المرض وحيثما كان من قرابة أو من غيرها. فالذي على الأطباء إذًا هو منع زواجِ من يحملان مرضًا وراثيًّا يُتوقع ظهوره في الطفل، فالحيطة والحذر في زواج مشرقيّ بمغربيّة كالحذر في اثنين من قبيلة أو عشيرة واحدة، فقد يُصابان بالمرض نفسه فيُمنيان بالنتيجة السيئة نفسها؛ فمن الإفراط إذًا منعُ زواج غير المحرم نكاحهم من الأقارب مطلقًا، ومن قال بذلك مفترضًا أمرًا ما فإن تطور العلم سيُخالف ظنَّه.
ما أن يذكر زواج الأقارب إلا ويأتي معه الخوف من الأمراض الوراثية، ولكن تظل هذه العادة مستمرة بالرغم من مخاوف الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب. الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب: يتسبب زواج الأقارب في الأصابة بالعديد من الأمراض الوراثية ومنها ضمور المخ. خلل التمثيل الغذائي. الكلى المتحوصلة وهو مرض يتسبب في الإصابة بالفشل الكلوي. متلازمة داون. أنيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا". الأنيميا المنجلية. الصرع مرض السكري الإصابة بأمراض القلب مشاكل الجهاز العصبي. ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس تحدث الأمراض الوراثية نتيجة خلل في كروموسومات الأم والأب وتقارب الجينات المتنحية في زواج الأقارب. يكمن خطر الأمراض الوراثية في أن الشخص الحامل لمرض وراثي عادة ما يكون شخصًا سليمًا وليس لديه أعراض المرض. لكن عندما تتزوج امرأة لها نفس الجينات المتنحية ، فإن هذه الجينات تتحد وتنتقل إلى الجنين ، ثم تظهر أعراضها عند الأطفال على شكل ما يسمى بالأمراض الوراثي ة. من أجل تقليل عدد المواليد الذين يولدون بعيوب خلقية وتشوهات خلقية أو أمراض وراثية أخرى ، يجب الانتباه إلى تقليل العلاقات الزوجية التي تنشأ بين الوالدين وكذلك محاولة استكشاف ا لأمراض في العائلات التي لا تخضع لفحوصات ما قبل الولاد ة.