الرئيسية العروض ما هي قافية الشعر؟ نُشر في 27 يونيو 2021 احتلّ الشعر مكانةً رفيعةً وحظي باهتمام واضح بين الفنون منذ العصر إلى الجاهلي، وكان لا بدّ للشاعر من أن يلجأ في نظم شعره إلى أدوات عديدة حتى تخرج قصائده بإيقاع صوتي محبّب إلى الأسماع، ويكون لها التأثير الواضح في النفوس، ويحقق غايته منه، ومن الركائز الأساسية التي يقوم عليها الشعر هي القافية، إلى جانب الوزن واللفظ والمعنى، فما المقصود بالقافية؟ وما هي أنواعها؟ في هذا المقال توضيح لذلك. [١] ما هي قافية الشعر؟ تعرف القافية بأنها الحروف التي يلزمها الشاعر في آخر كل بيت من أبيات القصيدة التي ينظمها، وتبدأ من آخر حرف ساكن في البيت إلى أول ساكن سبقه مع الحرف المتحرك الذي قبل الساكن، ويمكن وصف القافية أنها ركن أساسي في الموسيقى الشعرية في الكثير من القصائد، وتساهم في التعبير عن غرض الشاعر من نظم قصيدته. [٢] [٣] ويمكن توضيح القافية في البيت الآتي لأبي تمام على النحو الآتي: [٤] يا يَومَ وَقعَةِ عَمّورِيَّةَ اِنصَرَفَت مِنكَ المُنى حُفَّلاً مَعسولَةَ الحَلَبِ فبناءً على ما سبق من تعريف وتوضيح تكون القافية في هذا البيت الشعري (تل حلبي)؛ إذ تمّ إشباع كسرة الباء لتصبح ياءً، وهي آخر حرف ساكن في البيت، واللام في (ال التعريف) في كلمة (الحلب) هي أول حرف ساكن سَبَقَ الياء، والتاء المربوطة هي الحرف المتحرك الذي جاء قبل الساكن.
ولما كان الوزن والقافية مفتاح النغم بل عليهما وبهما تنهض موسيقى الشعر الخارجية أكبرهما النقاد، واحتفوا بهما، حتى إن قدامة بن جعفر يقول: "الشعر قول موزون مقفى يدل على معنى". وابن رشيق يقول: "الوزن أعظم أركان حد الشعر، وأولاها به خصوصية، وهو مشتمل على القافية، وجالب لها ضرورة"، والأمر لم يقف بموسيقى الشعر عند هذه الموسيقى الخارجية التي تحكمها الأوزان والقوافي، بل أضاف إليها بعدًا موسيقيًّا آخر متمثلًا في الموسيقى الداخلية التي تمنح النص الشعري روحًا تأثيرية تشد المتلقي، وتبدو في الإيقاع الباطن الذي تحسه ولا تراه، والكامن في تعادل النغم عن طريق موسيقى الحرف والكلمة والنظم والأسلوب، وما لغتنا العربية إلا لغة شاعرة بطبيعتها. وقد رحب نقاد العرب بكل ما يزيد موسيقى الشعر جمالًا، ولا جرم أن الكثرة الكاثرة من الألوان البديعية تنهض على أسس موسيقية، أي: التي تُعنى بالتركيز على الانسجام والتماثل، لا التناقض والتدابر، كما هو في التصريع، والترصيع، والتفويف، والتشريع، والتجنيس فهذه الأفنان وغيرها ينبعث من دوحتها إيقاع داخلي رائع يقوِّي من تأثير الموسيقى وجمالها، لا سيما إذا بدت فيها العفوية، وجفاها التكلف.
من الأمور المسلم بها عند اللغويين والنقاد –كما ذكرنا سابقاً- أن أكثر الشعر في الأدب العربي قديمه وحديثه مختومٌ بالقافية المطلقة التي يكون فيها حرف الروي متحركاً، ولعل الشعراء يجدون في تلك الحركات القصار والطوال متنفساً لما يجول في صدورهم، ويعتمل في أذهانهم وتنبض به مشاعرهم، أو إن امتداد الصوت مع الحركات بنوعيها يلبي رغباتهم في إسماع من حولهم والتعبير عن أحزانهم وأفراحهم، وذلك لأن الحركات أصواتٌ مجهورة، وأكثر وضوحاً في السمع من الأصوات الصامتة، ولأن الهواء معها يخرج من فم الناطق لا يعترض سبيله عائق من أعضاء النطق التي قد تخفف من شدته ووضوحه ( [x]). وقد أكثر الشعراء من الاعتماد على القافية المطلقة في رثائهم لشيخ فلسطين أو مدحه، والحديث عن صفاتـه وأخلاقـه، ودوره في الدعوة والجهاد ضد الأعداء، وحب الناس له كباراً وصغاراً، إذ تقصر الكلمات عن ذكر أعماله الخيرية ومواقفه السياسية التي يعجز عنها كثيرٌ من الزعماء دفاعاً عن الأوطان، دون خوفٍ من العدو والسجَّان، رغم أنه مقعد على كرسيه.