masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وكونوا عباد الله إخوانا-

Monday, 29-Jul-24 09:38:19 UTC

27 شوال 1428 ( 08-11-2007) بسم الله الرحمن الرحيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) رواه مسلم. الشرح الأخوة الإسلامية شجرة وارفة الظلال ، يستظل بفيئها من أراد السعادة ، إنها شجرة تؤتي أكلها كل حين ، شهيّة ثمارها ، طيّبة ريحها ، تأوي إليها النفوس الظمأى ، لترتوي منها معاني الود والمحبة ، والألفة والرحمة. إنها ليست مجرد علاقة شخصية ، ولكنها رابطة متينة ، قائمة على أساس من التقوى وحسن الخلق ، والتعامل بأرقى صوره ، وهي في الوقت ذاته معلم بارز ، ودليل واضح على تلاحم لبنات المجتمع ووحدة صفوفه ، وحسبك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ربط الأخوة بالإيمان ، وجعل رعايتها من دلائل قوته وكماله ، ولا عجب حينئذٍ, أن يأتي الإسلام بالتدابير الكافية التي تحول دون تزعزع أركان هذه الأخوّة.

حديث وكونوا عباد الله إخوانا - موقع مقالات إسلام ويب

ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسام: الأول: من يسعى في إزالة نعمة عن المحسود فقط من غير نقلٍ إلى نفسه، وهو شرهما وأخبثهما، وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه. الثاني: من يحدث نفسه بذلك اختيارًا ويعيده ويبديه في نفسه مستروحًا إلى تمني زوال نعمة أخيه، فهذا شبيه بالعزم المصمم على المعصية. الثالث: إذا حسد لم يتمَنَّ زوال نعمة المحسود، بل يسعى في اكتساب مثل فضائله، ويتمنى أن يكون مثله. فإن قيل: ما معنى قوله عليه السلام: ((لا حسد إلا في اثنتين))، هل هو إباحة للحسد في الخَصلتين المذكورتين أو لا؟ قال العلماء: الحسد لا يباح بوجه من الوجوه، وأما قوله: ((لا حسد إلا في اثنتين))، فالمراد به الغِبطة؛ أي: ليس شيء في الدنيا حقيقًا بالغبطة عليه إلا هاتان الخَصلتان: إنفاق المال والعلم في سبيل الله عز وجل. الدرر السنية. والفرق بين الحسد والغبطة أن الحسد تمني زوال النعمة عن الغير، والغبطة تمني الإنسان مثل ما لغيره، من غير أن يزول عن الغير ما له. والحاسد في غم لا ينقطع، ومصيبة لا يؤجر عليها، ومذمة لا يحمد بها، ويسخط عليه الرب، ويغلق عنه أبواب التوفيق. ((ولا تناجشوا)) اشتقاقه من نجشت الصيد إذا أثرته، كأن الناجش يثير كثرة الثمن بنجشه، والمناجشة: أن يزيد في السلعة - أي: في ثمنها - في المناداة، وهو لا يريد شراءها، وإنما يريد نفع البائع، أو الإضرار بالمشتري.

الدرر السنية

وفي ضوء ذلك ، جاء هذا الحديث العظيم لينهى المؤمنين عن جملة من الأخلاق الذميمة ، والتي من شأنها أن تعكر صفو الأخوة الإسلاميّة ، وتزرع الشحناء والبغضاء في نفوس أهلها ، وتثير الحسد والتدابر ، والغش والخداع ، وأخلاقاً سيئة أخرى جاء ذكرها في الحديث. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد ، ولا عجب في ذلك! شرح حديث: لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا. ، فإنه أول معصية وقعت على الأرض ، وهو الداء العضال الذي تسلل إلينا من الأمم الغابرة ، فأثمر ثماره النتنة في القلوب ، وأي حقد أعظم من تمني زوال النعمة عن الآخرين ؟ ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( دب إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء ، ألا إنها هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين) رواه الترمذي. وعلاوة على ذلك ، فإن الحسد في حقيقته تسخّط على قضاء الله وقدره ، واعتراضٌ على تدبير الله وقسمته للأرزاق والأقوات ، وهذه جناية عظيمة في حق الباري تبارك وتعالى ، وقد قال بعضهم: ألا قل لمن ظل لي حاسـد أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه لأنك لم ترض لي مــا وهب ومما جاء النهي عنه في الحديث: النجش ، وأصل النجش: استخدام المكر والحيلة ، والسعي بالخديعة لنيل المقصود والمراد ، ولا شك أن هذا لون من ألوان الغش المحرم في الشرع ، والمذموم في الطبع ، إذ هو مناف لنقاء السريرة التي هي عنوان المسلم الصادق ، وزد على ذلك أن في التعامل بها كسرٌ لحاجز الثقة بين المؤمنين.

وكونوا عباد الله إخواناً

اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا شرح حديث لا تباغضوا من أهم مقاصد الإسلام، تقوية أواصر المحبّة بين أفراده، فالمسلم الحق لا يحقد، ولا يحسد، ولا يسيء الظنّ بغيره، بل يكون حريصاً على محبة إخوانه ظاهراً وباطناً؛ التزاماً بهدي الله تعالى، وهدي نبيّه- صلّى الله عليه وسلّم- القائل في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-: (لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ). [١] شرح قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تَباغَضُوا) البغض للشيء؛ هو النفرة منه لمعنى مستقبح فيه، والبغض والكراهة متقاربان في المعنى، [٢] والمقصود بذلك؛ لا تتعاطوا أسباب البغض، لأنَّ البغض والحب معانٍ قلبية لا قدرة لإنسان على اكتسابها، أو التصرف فيها. [٣] وقد بيّن العلماء أنّ التباغض المنهي عنه هو الذي لا يكون لله، فإذا كان التباغض لله عزّ وجلّ، فإنّه واجب، ومن علامات كمال الإيمان، [٤] لقوله عليه الصلاة والسلام: (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان). [٥] شرح قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ولا تحاسدوا) الحسد هو أنْ تتمنّى زوال النعمة عن المحسود، ورجوعها إليك، وظاهر قوله صلّى الله عليه وسلّم:(لا تحاسَدوا) يدلّ على حرمة جميع أنواع الحسد، [٦] لكن ذكر العلماء أنّ الحسد بمعنى ‌الغبطة لا بأس به، وهو أن تتمنّى إذا رأيت غيرك على خير، وعلى استقامة في دينه أن تكون مثله، وأن يكون لك مثل ما له، لكن دون أن تتمنّى زوال ما أنعم الله به فهذا حسد بمعنى ‌الغبطة، وهو محمود.

شرح حديث: لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا

((ولا يخذله)) في مقام يحب أن ينتصر فيه. ((ولا يَكْذِبه))؛ أي: لا يخبره بأمر على خلاف ما هو عليه؛ لأنه غش وخيانة. ((ولا يحقره))؛ أي: لا يستهين به، ولا يستصغره وينظر إليه بعين الاحتقار. ((التقوى)) اجتناب غضب الله وعقابه؛ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهو الميزان الذي يتفاضل به الناس عند الله تعالى؛ قال الله جل وعلا: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]. ((ها هنا - ويشير إلى صدره - ثلاث مراتٍ))؛ لأنه محل القلب الذي هو بمنزلة الملك للجسد، إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله، كما مر، وتكرار الإشارة للدلالة على عِظَم المشار إليه في الحقيقة، وهو القلب. ((بحَسْب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) يعني: يكفيه من الشر احتقاره أخاه المسلم؛ فإنه إنما يحقر أخاه المسلم لتكبره عليه، والكِبْر من أعظم خصال الشر؛ ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يدخل الجنة مَن في قلبه مثقال حبةٍ من كبر)). ((كل المسلم على المسلم حرامٌ: دمُه))؛ أي: لا يجوز أن يتعدى عليه بقتل أو فيما دونه، ((وماله))؛ أي: أخذه بغير وجه حق؛ بسرقة أو نهب أو غير ذلك، ((وعِرضه))؛ أي: هتكه وذمه والوقوع فيه بالغيبة ونحوها.

شرح حديث لا تباغضوا - موضوع

فقال: آلله. فقلت: آلله. فقال: آلله. قال فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في). وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن رجلا زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا غير أنى أحببته في الله عز وجل. قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه) رواه مسلم. وللتزاور آداب كثيرة ومنها على سبيل المثال أن تكون خالصة لوجه الله، وأن تكون في الوقت المناسب لمن تزوره. ومنها أنك إذا زرت أخاك فاعتذر عن استقبالك لعذر أن تقبل عذره وأن ترجع من عنده طيب الخاطر لأن الله يقول (وإذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم) سورة النور [28]. ومنها أن تستغل مجالس الزيارة في مذاكرة العلم فإن حياة العلم مذاكرته والمجالس إذا لم تشغل بالحق شغلت بالباطل، ولا بأس بالسؤال عن حال الأهل ونحو ذلك من الأحاديث التي اعتادها الناس والتي تدل على عنايتك بشأن أخيك، ولا بأس بالأحاديث الدنيوية التي تترتب عليها مصلحة من مصالح الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقول الخير كل ما ترتبت عليه مصلحة دينية أو مصلحة دنيوية مباحة.

وقال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات 10. وقال الله تعالى: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) المائدة 54. وقال تعالى 🙁 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح 29. ولن تبلغ هذه الوحدة بين المسلمين مداها ،حتى يرعى المسلم حقوق إخوانه من المسلمين ، ويؤدي ما أوجبه الله عليه تجاههم ، ولكي يتحقق ذلك ، لابد من مراعاة جملة من الأمور ، ومنها: العدل معهم ، والمسارعة في نصرتهم ونجدتهم بالحقّ في مواطن الحاجة ، كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز: { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} ( الأنفال: 72) ، وفي صحيح البخاري ( عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ « تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ». أيها المسلمون وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ » ،وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا» يجب على الإخوان أن يحب بعضهم بعضا ، وأن يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحبه لنفسه ، ومما يؤلف بين القلوب ، ويقرب بينها: الهدايا: فالهدية تُذهِب السخيمة ، وتوجب المودة، وفي صحيح الأدب المفرد للبخاري (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تهادوا تحابوا"، وفي مسند أحمد:(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَهَادَوْا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ ».