[frame="1 10"] بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: اهتم أهل السنة والجماعة واعتنوا بجمع خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وإبراز فضائله وحسن أخلاقه ، فلم يخل كتاب من كتب السنة من ذكر مآثره ، كما أُفردت كتب مستقلة للحديث عنه وعن سيرته وشمائله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، مما يدعو كل مسلم أن يعظمه ويوقره ، قال الله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الفتح:9:8).
وقال تعالى: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}(الأحزاب:6)، قال ابن كثير: "قد علم شفقة رسوله صلى الله عليه وسلم على أمته، ونصحه لهم، فجعله أولى بهم من أنفسهم، وحكمه فيهم مُقدَّماً على اختيارهم". إن حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حبنا لأنفسنا وأهلينا عقيدة وإيمان، فلا يتم إيمان المسلم حتى يحبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، بل حتى يكون أحبَّ إليه من والده وولده ونفسه والناس أجمعين، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري. قال ابن تيمية: "وأما السبب في وجوب محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه أكثر من أي شخص فلأن أعظم الخير في الدنيا والآخرة لا يحصل لنا إلا على يد النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان به واتباعه، وذلك أنه لا نجاة لأحد من عذاب الله، ولا وصول له إلى رحمة الله إلا بواسطة الرسول، بالإيمان به ومحبته وموالاته واتباعه، وهو الذى ينجيه الله به من عذاب الدنيا والآخرة، وهو الذى يوصله إلى خير الدنيا والآخرة". تحميل كتاب محبة النبي وتعظيمه PDF - مكتبة نور. وعن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: (كُنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنتَ أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر) رواه البخاري.
رابعاً: الذب عنه وعن سنته وزوجاته وأصحابه الكرام: ما أعظم أن يكون الإنسان جندياً من جنود الله يسخره على الظلمة الذين يطعنون في نبيه صلى الله عليه وسلم وينالون من شخصه الكريم، ومن لوازم محبة الرسول: الدفاع عنه والذب عن سنته. والدفاع عنه صلى الله عليه وسلم يقتضي أموراً: الدفاع عن أصحابه: لأن الأمة أجمعت على أن جميعهم ثقات عدول كما قال تعالى: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}[الفتح: 18]. وقال: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ.. }[الفتح: 29]، وذلك يتم بمحبتهم والترضي عنهم، والاهتداء بهديهم كما قال: (( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ.. ))، ولم يخالف إلا الروافض لعنهم الله من الشيعة الذين أبغضوا أصحاب محمد! وهذه الفرقة والطائفة هم أقبح كفراً من اليهود والنصارى؛ لأن أولئك يعظمون أصحاب أنبيائهم، وهؤلاء طعنوا فيهم، وبالتالي يعد هذا طعناً في الإسلام.
» كلمات مفتاحية: محبة, النبي, صلى, الله, عليه, وسلم, وتعظيمه لا تنس من أعدّ وساهم بإخراج هذه المواد من صالح دُعائكَ له. جميع الحقوق محفوظة لأصحابها ©
[box type="shadow" align="" class="" width=""]قال الله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [النحل: ٤]. ""فيه دليلٌ على أن التكبّر متولدٌ في الإنسان من قلة معرفته بنفسه، وفكره فيما خُلِقَ منه"" (العلامة الشيخ عبد القادر القصاب). [/box] الشرح والإيضاح مَحبَّةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أُصولِ الإيمانِ، وهي مَقرونةٌ بمَحبَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وتَوعَّد اللهُ مَن قدَّم عليها شيئًا مِن الأمورِ المحبوبةِ في الطَّبْعِ؛ مِن الأقاربِ والأموالِ، والأوطان وغيرِ ذلك، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة: 24]. ولا يكونُ المؤمنُ مُؤمنًا كاملًا حتَّى يُقدِّمَ مَحبَّةَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مَحبَّةِ جَميعِ الخَلْقِ، ومَحبَّةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تابعةٌ لمحبَّةِ مُرسِلِه سُبحانه وتعالَى.
ماهي السورة التي تعدل ثلث القرآن ؟ من المعلومات التي يبحث عنها الكثير من المسلمين والمُسلمات؛ حتى ينالوا به الثّواب الجزيل والأجر الوفير من ربّ العالمين، والقرآن الكريم هو الكلام المعجز، والذي أعجز بيانه الإنس والجنّ، وعلت بلاغته عن كل بلاغة، فهو الكلام الذي لا يعلوه كلام ولا يُجاريه بيان، وفيما يلي سنتعرّف على السورة التي تعدل ثُلُث القرآن.
السؤال: سؤاله الآخر يقول فيه: سورة الإخلاص يقال أنها تعدل ثلث القرآن، فهل صحيح هذا؟ وأن من يقرؤها ثلاث مرات كأنه قرأ القرآن كله؟ الجواب: الشيخ: صحيح أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وغيره، ولكن ليس معنى المعادلة أنها تجزئ عن القرآن، فإن المعادلة قد لا تكون مجزئة. وانظر إلى ما ثبت به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات تعدل عتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، ومع ذلك لو قال الإنسان هذا الذكر مائة مرة لم يجزئه عن العتق رقبة في كفارة. ماهي السورة التي تعدل ثلث القرآن. فالمعادلة -معادلة الشيء بالشيء- لا تقتضي إجزاء الشيء عن الشيء، فنحن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن». لكننا نقول: إن قراءتها لا تجزئ عن قراءة القرآن، بل لا بد من هذا وهذا. ولذلك لو أن الإنسان قرأها في صلاته ثلاث مرات ولم يقرأ الفاتحة ما صحت صلاته، ولو كانت تجزئ عن القرآن لقلنا أنك إذا قرأتها ثلاث مرات في الصلاة أجزأتك عن الفاتحة، ولا قائل بذلك من أهل العلم.
مجموع الفتاوى " ( 17 / 137 – 139). والله أعلم.
هذا من أحسن ما قيل في تفسيرها، وبالله التوفيق.