معاملة المسلمين لأهل الذمة يأمرنا الدين الإسلامي بالعدل مع البشر والإحسان في المعاملة مع الجميع سواء كان مسلم أو غير مسلم، وهو ما أكدت عليه الشريعة الإسلامية. كما أمرنا الدين الإسلامي بالإحسان إلى أهل الذمة، فلا يجوز الإعتداء عليهم لفظا أو فعلا أو أخذ حق من حقهم أو التعرض لهم بأي سوء، فإن الإسلام يمنع الظلم ولا يرضى به حتى مع غير المسلمين. من هم أهل الذمة - سطور. والإحسان صفة معروفة، وجائز شرعا الإحسان إلى الأشخاص غير المسلمين لأن الإحسان لهم لا يعني حب الكفر الذي هم عليه. وينهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ظلمهم أو قتلهم كما جاء في حديثة الشريف" ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة". [3] ويوجد إثم على من يقتل أحد من المعاهدون بغير حق، وجاء ذلك في الحديث الشريف" من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة" وهذا يدل على العدل مع أهل الذمة وعدم الظلم لهم في المعاملة وإنما يعاملوا بالإحسان. لا يصح إعطاء زكاة المسلمين لأهل الذمة وذلك لأن الزكاة في الشريعة الإسلامية لا تعطى لكافر، تعتبر الزكاة مواساة للمسلمين وإعانة لهم لسد عجزهم المادي وفقرهم، وتعويض احتياجاتهم لذلك يجب توزيعها على المسلمين فقط لسد فقرهم.
أهل الذِّمّة هم أهل الكِتاب من يهود أو نصارى الذين قبِلوا أن يعيشوا بين المسلمين مسالمين، وأن يؤذوا ما عليهم من جزية لحمايتهم والدفاع عنهم، مع بقائهم على دينهم ومُمارستهم لشعائرهم. فكان المسلمين إذا فتحوا بلدا خيروا أهلها إما البقاء على دينهم إذا كان دين كتاب كالتوراة والإنجيل مقابل دفع الجزية أو الدخول في الإسلام فمن دخل الإسلام, أصبح مسلما فمن بقي على اليهودية أو النصرانية(المسيحية) يدفع الجزية مقابل حمايته واجبات أهل الذمة 1. دفع الجزية 2. ضيافة المسلمين ثلاثة أيام إذا مروا عليهم: وقد جاء هذا منصوصاً عليه في الشروط العمرية حيث جاء أن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام ونطعمه من أوسط ما نجد " 3. دفع عُشر ما يتجرون به في غير بلادهم التي يسكنوها شروط مستحبة على أهل الذمة 1. تغيير هيئاتهم, بلبس الغيار وشد الزنار 2. أن لا يعلوا على المسلمين لا ببناء ولا بركوب خيل 3. أن لا يسمعوا المسلمين أصوات نواقيسهم ولا تلاوة كتبهم السماوية ( الإنجيل والتوراة) 4. أن لا يجاهروا المسلمين لا بصلبانهم ولا بشرب خمورهم 5. حقوق أهل الذمة - سطور. أن يخفوا دفن موتاهم ولا يجاهروا بندب عليهم ولا نياحة مستحقه على أهل ألذمه 1. أن لا يذكر كتاب الله القران بطعن فيه ولا تحريف له 2.
[٧] والسنة النبوية مليئة بالشواهد الدالة على ذلك.
وقال الشافعية والمالكية: أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، وأهل الذمة قد يكونون من أهل الكتاب، وقد يكونون من غيرهم كالمجوس، فالنسبة بين أهل الذمّة، وأهل الكتاب أن كل واحد منهما أعم من الآخر من وجه وأخص منه من وجه آخر فيجتمعان في الكتابي إذا كان من أهل الذمة. [الموسوعة الفقهية 7/ 121، 140].