masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الشمس - تفسير قوله تعالى " قد أفلح من زكاها "

Tuesday, 30-Jul-24 12:18:42 UTC

فوالله الذي لا إله إلا هو، سيقذف الله في قلبك نور وطمأنينة، ولذة لا تعادلها لذة أخرى، كنت تفكر في الحصول عليه بالمعصية!!. تذكر: إنَّ النَّفس لأمارة بالسوء، فإن عصتك في الطاعة؛ فاعصها أنت عن المعصية!! ، ولا شيء أولى بأن تمسكه من نفسك، ولا شيء أولى بأن تقيّده من لسانك وعينك، فهما بحاجة إلى لجام شديد لكي تسيطر عليهما. تذكر:أتعصى الله وترجو رحمته، أفتعصي اللهَ وترجُو جنتَه، وتذكرَ أنك إلى اللهِ قادم، فكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل، ولا يظلمُ ربك أحداً. تذكر: كم من شهوة ساعة أورثت ذلاً طويلاً!! ، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين!! ، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة!! ، ويكفي هنا قول وهيب بن الورد حين سئل: أيجد لذة الطاعة من يعصي؟! قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها. قال: لا.. ولا حتى من همَّ بها. فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات، وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته، وضعف إيمانه، أو لفساد قلبه.. قال ابن الجوزي: ( قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟! فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟. تذكر: أقوال السلف في المعاصي: قال ابن عباس: إن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.

  1. تفسير قوله تعالى: وقد خاب من دساها

تفسير قوله تعالى: وقد خاب من دساها

ويجوز أن تكون جملةً معترضة بين القَسم والجواب لمناسبة ذكر إلهام الفجور والتقوى ، أي أفلح من زكّى نفسه واتّبع ما ألهمه الله من التقوى ، وخاب من اختار الفجور بعد أن ألهم التمييز بين الأمرين بالإِدراك والإِرشاد الإلهي. وهذه الجملة توطئة لجملة: { كذبت ثمود بطغواها} [ الشمس: 11] فإن ما أصاب ثمودا كان من خيبتهم لأنهم دَسَّوا أنفسهم بالطغوى. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. وقدم الفلاح على الخيبة لمناسبته للتقوى ، وأردف بخيبة من دسى نفسه لتهيئة الانتقال إلى الموعظة بما حصل لثمود من عقاب على ما هو أثر التدسية. و { مَن} صادقة على الإِنسان ، أي الذي زكى نفسه بأن اختار لها ما به كمالها ودفع الرذائل عنها ، فالإِنسان والنفس شيء واحد ، ونزلا منزلة شيئين باختلاف الإِرادة والاكتساب. والتزكية: الزيادة من الخير. إعراب القرآن: «قَدْ» حرف تحقيق «أَفْلَحَ مَنْ» ماض وفاعله والجملة جواب القسم «زَكَّاها» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة.

2- أن يطلُبَ صديقًا صدوقًا بصيرًا متديناً، ويُنَصِّبَه رقيبًا على نفسِه، لينبِّهه على المكروه من أخلاقِه وأفعاله. وقد كان أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطَّاب رضي الله عنه يقول: ( رحِم الله امرءًا أهدى إلينا عُيوبَنا). وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحنُ الآن في الغالب أبغضُ الناسِ إلينا من يُعرِّفُنا عيوبَنا. تفسير قوله تعالى: وقد خاب من دساها. 3- أن يستفيدَ معرفةَ عيوبِ نفسِه من ألسنةِ أعدائه، فإنَّ عين السُّخط تبدي المساوئ، وانتفاعُ الإنسانِ بعدُوٍّ مُشاجِرٍ يذكُرُ عيوبَه؛ أكثرُ من انتفاعِه بصديقٍ مُداهنٍ يُخفي عنه عيوبه. 4- أن يُخالِط الناس، فكل ما يراه مذمومًا فيما بينهم يجتنبُه). هذه أربع طرق تعالج وتصلح نفسك بهن، فأين هم الجادون في إصلاح أنفسهم؟؟. واعلم أخي المسلم أن إصلاحك لنفسك يكون على مراحل أربع وهي: 1- إصلاح القلب، فالقلب بصلاحه يصلح الجسد كله، كما قال صلى الله عليه وسلم:( ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري. ولأن الجوارح ترجمان القلب، فهي تعبر عما يكنه القلب ويستره، ولذا قال أحد السلف الصالح: إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه. 2- إصلاح السلوك، فلا بد من صلاح سلوك الفرد، ولذا عني الإسلام بتهذيب سلوك المسلم، فهو عنوان التزامه وتدينه، قال الله تعالى:( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)النازعات:40-41.