[٦] الضريع والضَّريع هو صنف من أصناف طعام أهل النَّار، ولقد ورد في قوله تعالى في سورة الغاشية: {لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ}، [٧] وقيل إنَّ الضَّريع هو نوع من الشَّوكيات المعروف في الحجاز، ويصبح سامًّا عند ما يجف ويُطلق عليه اسم الضَّريع، وقد وصفه القرآن بأنَّه لا ينفع أجساد أهل النَّار فلا يعطيهم الصِّحة ولا يورثهم القوَّة، بل حتَّى إنَّه لا يدفع عنهم ألم الجوع الذي يعدُّ نوعًا من عذاب أهل جهنم، وقيل إنَّ الغسلين هو سائلٌ يسيل من هذه النَّبتة. [٨] صفة طعام أهل النار ومما ورد في صفة طعام أهل النار بأنَّه عصارة أهل النَّار شديد المرارة ويغصُّ فيه من يأكله وذلك لشدَّةِ مرارته، بالإضافة إلى ريحه النَّتنة. [٩] وقد ورد صفة طعام أهل النار في حديث أبي الدَّرداء الذي يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُلقَى على أهلِ النَّارِ الجوعُ فيعدلُ ما هم فيهِ منَ العذابِ فيستغيثونَ فيغاثونَ بطعامٍ من ضريعٍ لاَ يُسمِنُ ولاَ يُغني من جوعٍ فيستغيثونَ بالطَّعامِ فيغاثونَ بطعامٍ ذي غصَّةٍ فيذكرونَ أنَّهم كانوا يجيزونَ الغصصَ في الدُّنيا بالشَّرابِ فيستغيثونَ بالشَّرابِ فيرفعُ إليهمُ الحميمُ بكلاليبِ الحديدِ فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونَهم قطَّعت ما في بطونِهم".
فمِنها: حَسرُ الفُراتِ عَن جَبَلٍ مِنَ الذَّهَبِ) [2258] يُنظر: ((الإشاعة لأشراط الساعة)) (ص: 218).. وقال ابنُ عُثَيمين: (كذلك أيضًا من أشراطِ السَّاعةِ والذي لا بُدَّ أن يَكونَ أنَّ الفُراتَ -وهو النَّهرُ الْمَعروفُ في شَرقِي أقصى الجَزيرةِ- يَحْسِرُ عَن ذَهَبٍ؛ جَبَلٍ من ذَهَبٍ أو كنزٍ من ذَهَبٍ.
ويبلغ عدد خزنة جهنم تسعة عشر (19) خازنًا ، وذلك لقوله – عز وجل: " سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ [المدثر – 26-30] ورئيسهم هو "مالك" ، ويتصف بأنه قاطب وعابس ، فلا يضحك أبدًا ، وقد رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – في رحلة المعراج. طبقات النار إن لـ جهنم دركات (طبقات) كل منها يختص بفئة من الناس – أعاذنا الله منها – وهذه الدركات هي: جهنم تعد جهنم أخف طبقات النار عذابًا وسميت بهذا الاسم لبعد قعرها ، فقال- عز وجل: " إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا [الكهف – 102] وقيل سميت بهذا الاسم لأن الناس فيها يجبّون في وجوههم ، فتأكل النار لحم وجوه الرجال والنساء ، وهي للعصاة من المسلمين الذين سبقت سيئاتهم حسناتهم (اللهم لا تجعلنا منهم) ، وماتوا ولم يتوبوا إلى الله- عز وجل ، وهؤلاء يخرجون منها فيما بعد إن شاء الله. لظى سميت لظى بهذا الاسم نظرًا تلهبها ، قال الله – عز وجل – في كتابه: " كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ [المعارج – 15] في لظى تأكل النار الأيدي والأرجل وسيعذب فيها الجن والشياطين والمجوس وكل من كفر بالله – عز وجل – ورسوله – صلى الله عليه وسلم.