↑ "ذكر ما قيل في وصف الليل وتشبيهه" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 29-05-2019. بتصرّف. ↑ "روائع الشعر" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 29-05-2019. ↑ "بشار بن برد >> لا أَظْلِمُ اللَّيْلَ ولا أَدَّعِي " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 29-05-2019. ↑ "ذكر ما قيل في وصف الليل وتشبيهه" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 29-05-2019.
وقد أكد هذا المعنى العديد من النقاد العرب المعاصرين ممن تناولوا الشعر الجاهلي بالدراسة والتحليل، أن امرأ القيس الذروة والمنتهى والطريق والسبيل والمبتدع للشعر بحق وعلى لسانه تفتقت بواد شعر لم تعرف العرب قبله ولن تعرف بعده فقد كان هو النواة للشعراء الجاهليين من بعده. الحديث في بكاء الديار والغزل القصصي ووصف الليل والخيل والصيد والمطر والسيول والشكوى من الدهر ولعله سبق بأشعاره في هذه الموضوعات ولكن هو الذي أعطاها النسق النهائي مُظهرا في ذلك ضروريا من المهارة الفنية جعلت السابقين جميعا يجمعون على تقديمه سواء العرب في أحاديثهم عنه أو النقاد في نقدهم للشعر الجاهلي. يقول ابن سلام سبق امرؤ القيس إلى أشياء ابتدعها، استحسنها العرب واتبعه فيها الشعراء منها استيقاف صحبه والبكاء في الديار ورِقَّة النسيب وقرب المأخذ وشبه النساء بالظباء والبيض، وشبه الخيل بالعقبان والعصا وقيد الأوابد وأجاد في التشبيه وفصل بين النسيب وبين المعنى وكان أحسنَ طبقته تشبيها بل لا أحد غيره يشبهه فهو (مثل نفسه ولا أحد مثله قط) إن الذي يهمنا في شعر امرئ القيس هو ذلك الشعر المتعلق بوصفه الفني والرائع لليل والمعاني والأخيلة والصور التي تولدت من ذلك التصوير والتي ظلت متوهجة وفريدة في نوعها حتى هذا العصر.
[١] وصف الليل في الشعر العربي فالوصف إذًا قديم في الشّعر العربي، قِدمَ الشّعرِ نفسهِ، فقد كان الشّاعر يصف كلّ ما تقع عليه عينه وتروق له نفسه من مظاهر الطّبيعة، الصّحراء بحيوانها ونباتها، الإبل والخيل والصّيد وأدوات الحرب، وكلّ موضوع يطرقه الشّاعر، يعتمد على الوصف، فالغزل يعتمد على وصف محاسن المحبوبة، والرّثاء يعتمدُ على وصف محاسن ومآثِر الميّت، وهكذا، وكان للّيل نصيبُه في الوصف في الشعر العربيّ، فقد تعرّض الشّعراء لوصف اللّيل في كلّ العصور الأدبيّة، وتاليًا بَدءٌ بالعصر الجاهليّ.