masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

شرح وترجمة حديث: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطى رضي، وإن لم يعط سخط؛ تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش - موسوعة الأحاديث النبوية

Tuesday, 30-Jul-24 09:44:05 UTC

تعس عبد الخميلة قد نستغرب حينما نسمع هذا الكلام كيف يكون الإنسان عبدًا للخميلة؟، وكيف يكون الإنسان عبداً أيضاً للخميصة -وهي الكساء المربع-؟ انظروا إلى حال بعض النساء تعرفوا كيف يكون الإنسان عبداً للثياب.

تعس عبد الدينار والدرهم

الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فيا عباد الله: الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي يستفيدُ من كلِّ ما يجري عليه, وما يجري من حولِهِ. الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي يكونُ مُنصفاً صادقاً مع نفسِهِ. الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي لا يُبرِّرُ تقصيرَهُ وأخطاءَهُ. ص1 - كتاب دروس للشيخ محمد المنجد - تعس عبد الدينار - المكتبة الشاملة. الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي لا يكونُ عنيداً مُستكبراً. الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي يبحثُ عن الحُلولِ لِمُشكلاتِهِ.

وكان الحسن – رحمه الله – يحلف بالله: "ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله" 8. وجاء في كتاب (عدة الصابرين) لابن القيم أنه قال: "جميع الأمم المكذبة لأنبيائهم إنما حملهم على كفرهم وهلاكهم حب الدنيا، فإن الرسل لما نهوهم عن الشرك والمعاصي التي كانوا يكسبون بها الدنيا حملهم حبها على مخالفتهم وتكذيبهم؛ فكل خطيئة في العالم أصلها حب الدنيا، فحب الدنيا هو الذي عمر النار بأهلها". وأقل ما في حبه أن يلهي عن حب الله وذكره، ومن ألهاه ماله عن ذكر الله تعالى فهو من الخاسرين 9. ولا ينسى أحدنا ما فعله المال الحرام بقارون حتى جعله يتكبر بنفسه، وأنه لم يأته الله هذا المال إلا لأنه يستحقه، وأنه لم يأته إلا من طُرُقه الحكيمة، فأخزاه الله في الدنيا والآخرة، {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ} (81) سورة القصص. على أنَّ الإنسان لا يستغني عن المال، بل هو عصب الحياة الذي لا تقوم معايش الناس إلا به، ولكن المذموم من ذلك ما ألهى عن الله والدار الآخرة، وأدى إلى الظلم والغش والخداع، وترك الواجبات من صلاة وزكاة وصيام وغير ذلك. حديث تعس عبد الدينار. أسأل الله العظيم أن يصلح منا ما فسد، وأن يجعلنا من عباده المؤمنين المخلصين، آمين.

تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم

إذا شيك فلا انتقش)، ولا أحد يخرجها له بالمنقاش، فقد يهتم به أحد ليخرجها له بالمنقاش، لكن يدعو عليه أنه إذا أصابته ولو شوكة، بألا يجد أحداً يخرجها له، فكيف بما هو أعظم من الشوكة؟! الدرر السنية. إذاً: النبي عليه الصلاة والسلام يدعو عليه ألا يرق له قلب إنسان، ولا يعطف عليه إنسان، حتى لا تهون عليه مصيبته، ولا يتسلى بكلام الناس وتعزيتهم له، بل إنه يزيد غيظه، لأنه لا يجد أحداً يهتم به، ولا شك أن فرح الأعداء غيظ بالنسبة للمصاب. فما دعا عليه بهذه الدعوات، وتنوعت الدعوات وتكررت وصارت بهذه الشدة إلا لأن هذا الرجل وضعه في غاية السوء، إنه جعل مقصوده ومطلوبه هو المال والدنيا، وسعى للتحصيل بكل سبيلٍ ممكن، حتى صارت نيته مقصورةً على الدنيا يغضب لها ويرضى لها، ولذلك سماه عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر في هذا الحديث دعاءٌ وما هو خبر: (تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش) هذه حال من أصابه شر، لا نال المطلوب ولا تخلص من المكروه، وهذا حال من عبد المال أيضاً. قال في الحديث: (إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط) محتمل أن يكون المعطي هو الله، ومحتمل أن يكون المعطي إنساناً آخر، فهذا الرجل: إذا أعطاه الله شيئاً ربما يفرح لذلك وينشرح صدره، وإذا ما أعطاه الله قال: (ربي أهانن) سخط على ربه، وسخط على القضاء والقدر، ويحتمل أن يكون المعطي والمانع شخصاً من الأشخاص، مثل حال المنافقين مع النبي صلى الله عليه وسلم، ماذا قال الله عنهم؟ قال جل وعلا: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ.

تَعِسَ عبدُ الدِّينار الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده. أمَّا بعدُ: فإنَّ أصدق الحديث كتابُ اللَّه، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر اللَّه، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عواقبها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف القتل قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدي، وخير الأعمال ما نفع، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، وما قلَّ وكفى خيرٌ مما كثر وألهى. وبعد: فقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلَّم أصحابه من عبودية المال؛ فقال: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ». حديث «تعس عبد الدينار..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. [البخاري 2886، 2887، 6435]. و« تَعِسَ »: بفتح التاء، وكسر العين المهملة – ويجوز فتحها - ضد سَعِدَ، بمعنى شقِيَ، والمراد هنا هلك. [فتح الباري (7/163 – 164)، و(14/530)]. وقد بوب البخاري في "صحيحه" باب: « ما يُتَّقَى من فتنةِ المَالِ » ذكر فيه حديث أبي هريرة السابق وغيرَه، وصدَّره بقول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15]، قال الحافظ ابن حجر (المتوفى 852هـ) - رحمه الله -: « أي: تشغل البال عن القيام بالطاعة، وكأنه أشار بذلك إلى ما أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححوه من حديث كعب بن عياض: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال".

حديث تعس عبد الدينار

فكملوا له المائة، فهؤلاء الذين لم تتشرب نفوسهم الإيمان تتعلق قلوبهم بهذه العطايا، ولذلك لما حسن إسلام هؤلاء ما كانوا بهذه المثابة، فلما رجع النبي ﷺ من الفتح قالوا: إن محمداً ﷺ يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ولما أراد النبي ﷺ أن يعوض صفوان بن أمية -وقد أعطاه مائة من الإبل، كما أعطى الحارث بن هشام، وأمثال هؤلاء، وكان استعار منه النبي ﷺ أدرعاً، فقال: أعارية يا محمد؟، أعارية مؤداة أو مضمونة؟ فالشاهد أن النبي ﷺ أراد أن يعوضه عن بعض الأدرع التي ضاعت، قال: لا يا رسول الله، إني أجد في قلبي اليوم ما لا أجده قبل ذلك، يعني: طابت نفسي، هي لله. فأقول: هذا الإنسان الذي يكون عبداً لهذه الأمور يكون رضاه وسخطه بها، ومستعد أن يقارع ويصارع ويعارك ويقاتل ويقاطع، ويقوم في المسجد يخطب أمام الجماعة يتبرأ من أولاد أخيه، أو من أولاد أخته، وينابذهم، ويتكلم بكلام يستحي السامع من سماعه، يُشهد الجماعة أنه بريء من أولاد أخيه، وهذا موجود وحصل. تتبرأ منهم أمام جماعة المسجد لماذا؟ تخاصَمْ معهم عند القاضي إن كان ولابد، لكن براءة وقطيعة من أجل ماذا؟ من أجل أشبار من الأرض، هي الأرض كلها صغيرة لا تتجاوز مائتي متر، وعلى جبل مدرج، والزرع الذي يزرع فيها كم يُخرج؟ كيسين من البر، ويقوم يخطب على شبرين أو ثلاثة أشبار يتبرأ من قرابته، هذا عبد الدينار وعبد الدرهم، لو أن أحدًا أخذ منه شيئاً يسيراً، أو لمس سيارته -حكّها- أو أخذ عليه شيئاً من المال، قامت الدنيا ولم تقعد -نسأل الله العافية.

والحمد لله أولاً وآخراً. 1 السنن الكبرى للبيهقي (9/195)، قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 2962 في صحيح الجامع. 2 رواه مسلم برقم(1649). 3 متفق عليه. 4 أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. 5 6 أخرجه ابن المبارك في الزهد ص (189). 7 سير أعلام النبلاء (4/579). 8 أخرجه أبو نعيم في الحلية. 9 عدة الصابرين ص (185-186) باختصار.